خيال علمي: الاشتغلات السياسية والتعديلات الدستورية

 

يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ..

بص يا عم الحاج .. في الاول كده لازم تعرف ان اللي مكتوب تحت ده ليس له اي علاقة بفرض اي رأي علي اي حد من اي ناحية في اي حتة .. هو مجرد تعبير عن رأي ومجموعة من الافكار التي تعبر عني فقط ولا انصح اي أحد بأي حاجة في الدنيا .. غير انه يذاكر .. يفكر .. ويقرر .. علي مسئوليته الشخصية ..

 

لحد يوم السبت باليل .. كان عندي قناعة تامة .. ان سواء قولنا "نعم" او قولنا "لا" النتيجة واحدة علي ارض الواقع العملي لأن في الاول والأخر الهدف واحد .. يمكن يفرق في مخاطرة اكتر سنه .. او وقت اكتر سنتين .. بس محطتة الوصول واحدة .. وكان عندي قناعة تامه ان معظم المطالبين بلا او بنعم ومضينها صوت عالي هم يبحثون بشكل او بأخر عن مصالح سياسية .. شخصية .. فرض رأي .. وصاية .. اي هوبه والسلام .. بصراحة .. في وقت تاني كنت هنفض بمنتهي البساطة لكل العالم دي وهركز في شغلي وحياتي ، لكن للأسف داخلياً ضميري المنيل علي عينة قال لااااا ، بقي واجب رسمي عليك يا ريس ..  وكان السؤال العظيم (في الوقت ده) "هااااا يا معلم ؟ "نعم" وده يبقي خدمة جليلة للأخوان والوطني اللي بقدره قادر اتلموا مع بعض في جنب واحد ولا قصص الخيال العلمي ،، ولا لأ ويبقي يعيش البرادعي واخوانه واخواته ؟"

 

وطبعاً ذي الشاطر بقيت كل يوم اروح من الشغل ، اعمل النسكافية المتين واذاكر ، قراءة تعديلات ، كتابة علي الورق للنقط الغريبة العجيبة ، وضع سيناريوهات ، تلخيص لكل الفوائد المرجوة والعيوب المستفحلة ، قراءة مقالات عمو بلال فضل وكل الناس اللي بتقولك لأ يا حبيبي اوعي تعمل كده ، ومقالات ناس ذي الفل من حزب الوسط والاخوان يقولك يلا يا سيدي "نعم" ومتبقاش عيل رخم علي طول الخط بتقول لأ وادي فرصة .. وصباحو وجع الدماغ يا معلم ..  

 

الغريب .. واللهي الغريب .. واللهي العظيم الغريب .. انك هتلاقي كل نقطة في ليه نعم او لأ ، ذي ما في وجهة نظر وكلام منطقي ويمكن في بعض الاحيان أدلة وبراهين ، في برضة الناحية التانية وجهة نظر ، كلام منطقي ، وأدلة ةةةةة وبراهينننننن .. خيال علمي مش كدة ..

 

ولو نعم .. يبقي دستور 71 يرجع ذي الشاطر هوا كمان .. انتخابات تشريعية مجلسي الشعب والشوري .. وبعدين انتخاب رئيس جمهورية ودعوة لعمل دستور جديد ..

 

ولو لا .. يبقي المجهول يا معلم .. أو بمعني أخر نستنا نشوف هنسد الفراغ الدستوري اذاي ، وده طبعاً مش حلو علي الأمن ولا الاستقرار وكده الجيش هيفضل في الشارع شويتين بدل شوية ..

 

بس انا سمعت كلمة فراغ دستوري دي .. وفي ساعتها افتكرت واحدة من اكبر الاشتغلات اللي انا اتبعت فيها شخصياً يا معلم .. اشتغالة اخر اسبوع قبل تنحي الرئيس السابق .. لما كل الناس ذي عمو عماد أديب ( مع كامل احترامي ) وخالو السيد البدوي ( اللي معارضة ، والنعمة معارضة ) شرحوا اذاي ان الدستور ده متفصل بالملي .. بالشنتوفه علي الرئيس السابق وانه مواده ونصها لاتسمح بأي شكل من الاشكال بتنحيه وان اخرتها فراغ دستوري .. وانتخابات مشكوك في شرعيتها .. وطبعاً انا سمعت انتخابات مشكوك في شرعيتها .. افتكرت مرتضي منصور طوالي يا اخويا .. قلت يا داهية دقي .. يبقي كل ما ننتخب رئيس .. الراجل ده هيرفع عليه قضية ويشيله ذي ما عمل في الزمالك بالظبط لحد ما نلاقيش حل غير اننا نجيبه هوا شخصياً رئيس .. المهم .. بعيد عن اللي مايتسماش .. رحت جايب الدستور .. ومشيت مادة مادة من اللي بيكلموا فيها .. ونص نص .. لحد ما تأكدلي بقراءتي الشخصية ان بالفعل .. ده فراغ دستوري .. العجيب بقي .. الخيال العلمي بقي .. ان الرئيس السابق طلع وتنحي ولا بقي في فراغ دستوري ولا الهوا يا معلم .. واتاري الفراغ الدستوري ده اتسد تقريباً بكلمة "تخلي" بدل "تنحي" ... وكله بقي ذي الفل ..

 

وطبعاً افتكرت مثل أمريكي (والله اعلم بس كان بالأنجليزي فبالشبه أمريكي يعني) كنت قاريته زمان أوي  .. "ان 90% من السياسيين فاسدين .. وال 10% الشرفاء .. هم فاسدين لتأثرهم بال 90%" ..

 

ولقيت فجأة اني بفصل نفسي تماماً عن كمية الاشتغالات السياسية لأني اقتنعت اد ايه سهل لوي وتزييف الحقائق في الشكل والصيغة المطلوبة اللي تخدم المصلحة وتنول المقاصد .. وفجأة برضة لقيتني بفكر بأبسط منطق ممكن ..

 

لو كل اللي فات ده حصل .. وثورة عظيمة .. ورئيس تخلي .. وفساد رهيب .. وبلطجية .. وشبح فتنة طائفية .. أيه ممكن تاني أكبر من كدة ممكن يحصل !! لو انا هعمل الصح .. في ابسط تفكير ممكن .. هيكون ايه غير حاجة جديدة نظيفة .. وأكيد هيكون في حاجة تانية شبه "تخلي" ، أكيد هيظبطونا يعني ..

 

بعدها .. نائب رئيس الوزراء صرح ان في حالة رفض التعديلات .. يبقي في أعلان دستوري من المجلس العسكري .. فكرت شوية .. ايه ده .. مش "تخلي" جديدة دي!! وهوا يا خويا الفرق بين التعديلات والاعلان الدستوري المؤقت ايه (بعيد عن الدستورية والقانونية و..  و..  و.. و..) هما الاتنين برضوا هيوصلوا لنفس المحطة .. بس علي الاقل الاعلان الدستوري مجاش بعبله ورجع دستور كل داهليز ودروب .. حتي لو الاعلان الدستوري مفروض من المجلس الاعلي للقوات المسلحة .. ماهي التعديلات مفروضة برضوا مادام انا مشاركتش في وضعها ولا هقدر اقول نعم او لا علي اي مادة بعينها .. لائما كله كله .. لا كله كله ..

 

طب استنه .. وسط كل اللي رايح جاي ده .. الاشتغالات السياسية دي .. انت عايز ايه بالفعل (سألت نفسي) ؟؟ انا عايز استقرار وامان .. استقرار علشان الشغل بتاعي والعجلة تمشي وامان علشان اقدر اعيش حياتي .. طب انت عايز مجلس الشعب دلوقتي في حاجة ؟ لا مش عايز ربنا يخده يا عم .. طب انت عايز الدستور دلوقتي في حاجة ؟ لا مش عايز ..  ده كان راجل بتاع مصالح ناس معينة يا عم وكانوا بيخدموا علي بعض ومفروض يحصلهم وممكن دلوقتي برضه يجي لناس معينة يا عم .. طب ايه اللي يفرق معاك بالفعل؟ اللي يفرق معايا بالفعل هوا الشغل .. واللهي الشغل .. واللهي العظيم الشغل .. هوا الحاجة الوحيدة اللي بعيد عن الصوت العالي والجدلات الفارغة والخمسميت رسالة في اليوم بتقولك قول نعم او لأ اللي سواء علي الفيسبوك والموبيل واللي ناقص تلقيها مكتوبة في الحمامات .. الشغل والاخلاص فيه .. هوا الحاجة الوحيدة اللي ممكن تنقذ موظف دلوقتي حالاً ممكن يكون بيمشي من شغله بسبب الظروف .. او شركة تانية علي وشك الافلاس .. او ناس باليومية مش لاقية .. وفي "أو" كتيرة أوي .. اللي يفرق بالفعل .. ان تركيز الحكومة والمجلس العسكري والاعلام العجيب المقيت وتركيزنا أحنا .. أحنا .. ان يكون اذاي يرجع بيئة العمل لأحسن من الاول ويقضي علي الفساد المستشري ويبقي ويبقي هدفنا اننا نتقدم .. نبقي احسن .. وده مش هيحصل غير بحاجة واحدة هي العمل .. اللي يفرق بالفعل .. اننا نستغل الطاقة الايجابية الرهيبة الموجود دلوقتي في هدف تنموي حقيقي الناس كلها تسعي ليه .. بدل ما كل الطاقة دي رايحة في "نعم" ولا "لا" .. أخضر ولا أحمر .. وبدل ما في الاخر بعد كل كمية الاشتغالات السياسية دي .. تلاقي مفضلش بعدها غير طاقة سلبية فقط .. منستغل قوة الدفع الرهيبة الموجودة دلوقتي! .. اللي يبفرق بالفعل .. هوا الشغل .. علشان ناس بدل ما دلوقتي مش لاقيه تتعين .. تتعين .. وبدل ما الموظفين يمشوا .. يفضلوا .. الشركات تتوسع وتعين اكتر واكتر .. وساعتها بدل ما واحد (وطبعاً ده مش واحد بس) ماهو مكدر دلوقتي حتي لو رايح يقول نعم أو لأ بسبب ظروفه ومسئوليته ودنيته المنيلة بنيله اهو يروح كمان شوية وهوا مرتاح .. قادر يفكر مرتاح .. عنده طاقة تحمل يقدر يستغلها لوعي اكتر ومستقبل افضل ..

 

ليه دلوقتي ميكنش وقت العمل والشعب والشوري والدستور العزيز مش رايحين في حته .. جايين واللهي ؟؟

 

ليه دلوقتي ميكنش وقت التدريب والتثقيف والاستفادة من الخبرات الداخلية والخارجية في مجالات العمل المختلفة والنقابات والديموقراطية والصناعة اللي واقفة و .. و .. و .. ؟؟

 

ليه دلوقتي ميكنش في هدف عظيم ان الناس كلها تحس بالتغيير بدل ما كلنا ميتين في جلدنا علشن لو قولنا نعم .. في قلق .. ولا قلنا لأ .. برضة في قلق ..

 

ليه الجيش وقته وجهده هيتوجه ناحية استفتاء وبعدين انتخابات مجلس شعب وانتخابات رئاسية وكله في كام شهر .. ما يوجه الجهد والوقت اللي محتاجه في تنظيم وتأمين الاستفتاء وحماية المواطنين من البلطجة في انتخابات مجلس الشعب وتنظيمه وتأمينه لتوفير أمن واستقرار الاقتصادي .. لتوعية الناس اللي متعودة علي الخمسين جنيه في الانتخابات في أيديه .. لملاحقة الفساد المستشري واللي هينجح في المجلس! وهنقول عليه مشبوه ..

ارجو النشر لو شعرت ان هناك افادة

ملحوظة: كنت اتمني طول عمري عدم ذكر اسم شخص معين في أي شئ لأني مؤمن ان مجرد ذكر اسمه هوا رفع لقيمته التي لا تساوي شيئاً ، بس للأسف اضطرت لذلك لذكر ما كنت اشعر بيه تماماً .